فصل: تفسير الآيات (198- 206):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المنتخب في تفسير القرآن



.تفسير الآيات (145- 155):

{وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (145) أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ (146) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (148) وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (149) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (150) وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (152) قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (153) مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (154) قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155)}
145- وما أطلب منكم أي أجر على نصحى لكم وإرشادى، ما أجرى إلا على مالك العالمين.
146- أنكر عليهم اعتقادهم البقاء فيما هم فيه من النعيم، آمنين من العذاب والزوال والموت.
147- في حدائق مثمرات، وعيون تجرى بالماء الفرات.
148- وزروع يانعات، ونخل ثمرها الذي يظهر منها لين نضيج.
149- وتتخذون من الجبال بيوتاً عاليات. حاذقين نشطين فيما تصنعون.
150- فخافوا عقوبة الله لعدم شكركم له على نعمه، واقبلوا نصحى واعملوا به.
151- ولا تطيعوا أمر الذين أسرفوا على أنفسهم بالشرك واتباع الهوى والشهوات.
152- الذين يعيثون في أرض الله فساداً، ولا يقومون فيها بإصلاح به تسعد البلاد.
153- قالوا ما أنت إلا من الذين سُحِروا سحراً شديداً حتى غلب على عقولهم. وفى هذا الرد عنف وسفاهة.
154- ما أنت إلا فرد مماثل لنا في البشرية، فكيف تتميز علينا بالنبوة والرسالة؟! فإن كنت صادقاً في دعواك فأت بمعجزة تدل على ثبوت رسالتك.
155- قال لهم صالح- حينما أعطاه الله الناقة معجزة له-: هذه ناقة الله أخرجَها لكم آية، لها نصيب من الماء في يوم فلا تشربوا فيه، ولكم نصيب منه في يوم آخر فلا تشرب فيه.

.تفسير الآيات (156- 165):

{وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156) فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ (157) فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (159) كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (164) أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165)}
156- ولا تلحقوا بها أذى، فيهلككم عذاب عظيم.
157- فذبحوا الناقة مخالفين ما اتفقوا عليه مع صالح، فحق عليهم العذاب، فأصبحوا على ما فعلوا نادمين.
158- فأهلكهم عذاب الله الذي توعدهم به صالح، ولم يدفع الندم عنهم عقابَ جُرمهم. إن في ذكر قصتهم لدلالة على قدرة الله على إهلاك الكافرين وإنجاء المؤمنين، وما كان أكثر قومك مؤمنين.
159- وإن خالقك لهو القادر على إهلاك الجاحدين المتفضل بإنجاء المتقين.
160- كذبت قوم لوط- حين دعاهم إلى توحيد الله وترك الشرك- جميع المرسلين.
161- اذكر لقومك- أيها الرسول- إذ قال لوط لقومه- وهو أخوهم وصهرهم-: ألا تخافون عذاب الله؟!
162- إني مُرسَل لكم من الله بالدين الحق، أمين على تبليغ هذا الدين.
163- فاحذروا عذاب الله، وامتثلوا أمرى فيما أدعوكم إليه.
164- وما أطلب منكم أجراً على ما أدعوكم إليه من الهدى والرشاد، ما جزائى إلا على مالك العالمين ومربيهم.
165- قال لوط: أتستمتعون بوطء الذكور دون الإناث؟ يريد بذلك أن ينكر ما دأبوا عليه من ارتكاب هذه الفاحشة النكراء.

.تفسير الآيات (166- 172):

{وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (166) قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (167) قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ (168) رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ (169) فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170) إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (171) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (172)}
166- وتتركون ما خلقه الله لمتاعكم من أزواجكم الحلائل، بل أنتم قوم متجاوزون الحد في الظلم بارتكاب جميع المعاصى.
167- قالوا- غاضبين لإنكاره وتشنيعه عليهم بسبب تلك الرذيلة-: لئن لم تترك توبيخنا لتكونن من المنفيين من بلادنا على أسوإ حال.
168- قال لوط: إني لعملكم هذا من المبغضين، فلا أترك إنكاره والتشنيع عليه.
169- ونادى ربه: أن ينقذه وأهله مما يعمل هؤلاء الجاهلون حينما يئس من استجابتهم له.
170- فاستجاب الله دعاءه، ونجَّاه ومن اتبع دعوته بإخراجهم جميعاً من بيوتهم وقت نزول العذاب بالمكذبين.
171- إلا امرأته العجوز بقيت ولم تخرج معه فهلكت لكفرها وخيانتها بموالاتها للفاسقين.
172- ثم أهلك الله الكفرة الفجرة أشد إهلاك وأفظعه.

.تفسير الآيات (173- 180):

{وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (173) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (174) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (175) كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176) إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ (177) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (180)}
173- وأنزل الله على شُذَّاذ القوم حجارة من السماء فأهلكتهم، وكان مطراً هائلا في كثرته ونوعه، فساء مطر المنذرين مطرهم. إذ نزل بأشد أنواع الهلاك.
174- إن في ذلك العقاب الذي نزل بالقوم لحجة تدل على تمام قدرة الله، وما كان أكثر قومك مصدقين بدعوتك.
175- وإن ربك لهو الغالب على كل شيء. المتصف بالرحمة الكاملة فيعاقب المذنبين، ويثيب المؤمنين.
176- هذه قصة شعيب مع أصحاب الأيكة- وهى غَيْضة تنبت ناعم الشجر بقرب مَدْيَن- نزل بها جماعة من الناس وأقاموا بها، فبعث الله إليهم شعيباً كما بعث إلى مدين، فكذبوه في دعوته، وبهذا كانوا منكرين لجميع الرسالات.
177- اذكر- يا محمد- لقومك وقت قول شعيب لأصحاب الأيكة: ألا تخافون الله فتؤمنوا به؟! فبادروا بتكذيبه.
178- إني لهدايتكم وإرشادكم مرسل من رب العالمين، أمين على توصيل رسالته إليكم.
179- فاحذروا عقوبة الله، وأطيعونى باتباع أوامر الله وتخليص أنفسكم من الآثام.
180- وما أطلب منكم على إرشادى وتعليمى أي أجر، ما جزائى الكامل في مقابل عملى إلا على رب العالمين.

.تفسير الآيات (181- 188):

{أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (181) وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ (182) وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (183) وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ (184) قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (185) وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (186) فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (187) قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (188)}
181- أمرهم شعيب بإعطاء الكيل وافياً حيث كان يشيع بينهم بخس الكيل والميزان، ونقص حقوق الناس بالتطفيف والخسران.
182- وزِنُوا بين الناس بالميزان السوى حتى يأخذوا حقهم بالعدل المستقيم.
183- ولا تنقصوا الناس شيئاً من حقوقهم، ولا تعثوا في الأرض مفسدين، بالقتل وقطع الطريق وارتكاب الموبقات وإطاعة الهوى.
184- واحذروا عقوبة الله الذي خلقكم، وخلق الأمم القوية العاتية المتقدمة.
185- قالوا: ما أنت إلا واحد من الذين أصابهم السحر إصابة شديدة، فذهب بعقولهم.
186- وما أنت إلا واحد منا مُساوٍ لنا في البشرية، فكيف تتميز علينا بالرسالة؟! ونحن نعتقد أنك من الراسخين في الكذب.
187- فأسقط علينا قطع عذاب من السماء إن كنت من الصادقين في الرسالة. وهذا اقتراح تحته كل ألوان الإنكار.
188- قال شعيب: ربى بالغ العلم بما تعملونه من المعاصى، وبما تستحقونه من العذاب ينزله عليكم في وقته المقدر له. وهذا منه منتهى التفويض لله وغايته التهديد لهم.

.تفسير الآيات (189- 197):

{فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (189) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (190) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (191) وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196) أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197)}
189- فاستَمرُّوا على تكذيبه، فسلَّط الله عليهم الحر الشديد، فكانوا يفرون منه إلى غير حمى، إلى أن أظلتهم سحابة من الشمس فاجتمعوا تحتها، فأسقطها الله عليهم ناراً فأهلكتهم جميعاً في يوم شديد الهول.
190- إن فيما نزل بأصحاب الأيكة من العقوبة- جزاء تمردهم- لدليل على كمال قدرة الله، وما كان أكثر قومك مصدقين.
191- وإن ربك لهو المتفرد بالقوة والغلبة المنعم بالرحمات على المؤمنين.
192- وإن هذا القرآن- الذي ذكرت فيه هذه القصص الصادقة- مُنَزَّلٌ من خالق العالمين ومالك أمرهم ومربيهم، فخبره صادق، وحكمه نافذ إلى يوم القيامة.
193- نزل به الروح الأمين، جبريل عليه السلام.
194- على قلبك متمكناً من حفظه وفهمه، مستقراً في قلبك استقراراً لا ينسى، لتنذرهم بما تضمنه من العقوبات للمخالفين.
195- نزل به جبريل عليه السلام عليك بلغة عربية، واضحة المعنى، ظاهرة الدلالة فيما يحتاجون إليه في إصلاح شئون دينهم ودنياهم.
196- وإن ذكر القرآن والإخبار عنه بأنه من عند الله نزل على محمد صلى الله عليه وسلم لثابت في كتب الأنبياء السابقين.
197- أكفر هؤلاء المعاندون بالقرآن وعندهم حجة تدل على صدق محمد صلى الله عليه وسلم وهى عِلْم علماء بني إسرائيل بالقرآن كما جاء في كتبهم؟!

.تفسير الآيات (198- 206):

{وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199) كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (201) فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (202) فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ (203) أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (204) أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206)}
198- ولو نزلنا القرآن على بعض من الأعجمين يقدر على التكلم بالعربية ولا يفصح بها، فلا يتوهم اتهامه باختراعه.
199- فقرأه عليهم قراءة صحيحة خارقة للعادة لكفروا به، وانتحلوا لجحودهم عذراً.
200- أدخلنا التكذيب في قلوب المجرمين، وقرَّرناه فيها مثل تقريره في قلوب من هم على صفتهم.
201- فلا سبيل إلى أن يتغيروا عما هم عليه من جحوده، حتى يعاينوا العذاب الشديد الذي وعدوا به.
202- فينزل بهم العذاب فجأة من غير توقع وهم لا يشعرون بقدومه.
203- فيقولون عند نزول العذاب: {هل نحن مُنْظَرون} تحسراً على ما فاتهم من الإيمان وطلباً للإمهال، ولكن لا يجابون.
204- قال تعالى: أَغَرَّ كفار مكة إمْهالى فيستعجلون نزول العذاب؟! يريد سبحانه تسفيه عقولهم بسبب استعجالهم العذاب إثر تكرار إنذارهم وتخويفهم.
205- أفكَّرتَ فعلمتَ أننا متعناهم بالحياة سنين طويلة مع طيب العيش؟
206- ثم نزل بهم العذاب الموعود.

.تفسير الآيات (207- 214):

{مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (207) وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ (208) ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ (209) وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212) فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213) وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)}
207- ما يدفع عنهم تمتعهم بطول العمر وطيب العيش من عذاب الله شيئاً، فعذاب الله واقع عاجلاً أو آجلاً، ولا خير في نعيم يعقبه عذاب.
208- وسُنّتنا في الأمم جميعاً أننا لم ننزل هلاكاً بأمة إلا بعد أن نرسل إليها رسلا ينذرونها إلزاماً للحجة.
209- تذكرة وعبرة، وما كان شأننا الظلم فنعذب أمة قبل أن نبعث إليها رسولا.
210- نفى القرآن ما قاله كفار مكة من أن لمحمد تابعاً من الجن، يلقى القرآن إليه فقال: وما تنزلت الشياطين بهذا القرآن.
211- وما يجوز لهم أن ينزلوا به، وما يستطيعون ذلك.
212- إنهم عن سماع القرآن الذي ينزل به الوحى على محمد صلى الله عليه وسلم لمحجوبون.
213- فتوجه إلى الله مستمراً على إخلاصك له في العبادة، ولا تهتم بفساد زعم المشركين وسوء مسلكهم. ودعوة الرسول إلى هذا اللون من الإخلاص دعوةٌ لأفراد أمته جميعاً.
214- وخوِّف بالعذاب على الشرك والمعاصى الأقرب فالأقرب من عشيرتك.